تكنولوجيا

القرصنة تضاعف حجم سوق الأمن الإلكتروني

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

قال دان لوهرمان مسؤول الأمن الأول سابقاً في ولاية ميشيغان الأميركية والمتحدث الرئيسي في معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات 2015 الذي ينعقد في دبي بين 26 و28 أبريل الجاري: إن المدن الذكية حول العالم تمثل تطوراً مذهلاً، وقد أذهلني حقاً كيف تعمل دبي كنموذج عالمي لنشر المدن الذكية. وينبغي الإشادة بدبي على رؤيتها للمدينة الذكية.

وفي رد على سؤال عن سر نمو سوق الأمن الإلكتروني في الشرق الأوسط بنسبة 84 % من 5.17 مليارات دولار في 2014 إلى 9.56 مليارات دولار في العام 2019، قال: لا تحمل هذه الأرقام أية مفاجأة بالنسبة لي.

ولا شك أن تصاعد وتيرة الجرائم الإلكترونية يومياً واختراقات البيانات التي تحتل عناوين الصحف مثل «سوني» و«تارجت» بالولايات المتحدة الأميركية، والعوامل الأخرى مثل القراصنة الإلكترونيين في الشرق الأوسط تساهم جميعها في نمو هذا السوق، وقد تنبأ زميل لي في أواخر العام 2013 بنمو صناعة الأمن الإلكتروني إلى عشرة أضعاف في غضون عشر سنوات.

محرك رئيس

ولفت لوهرمان إلى أن الاتصال عبر الإنترنت يمثل محركاً أساسياً لأداء الأعمال في جميع القطاعات حول العالم، من الصيرفة إلى النقل ومن التعليم إلى الدفاع وغيرها، وقد أدت التجارة الإلكترونية والتطبيقات المبتكرة الجديدة إلى تغيير الطريقة التي نتفاعل بها سواء كنا أفراداً أو شركات أو حكومات، وفي الوقت ذاته يؤدي التصاعد الخطير في التهديدات الإلكترونية إلى تقويض اعتمادية ما لدينا من بنية تحتية وما نحرزه من تقدم في هذا الصدد.

بركة الوحل

ولكن دان يرى أن محاربة التهديدات الإلكترونية أشبه بعملية السباحة في بركة من الوحل، إذ ان «الجريمة الإلكترونية هي أسرع أشكال الجرائم نمواً في العالم، كما أن العصابات الإجرامية حول العالم تهجر الأشكال الأخرى للجريمة مثل بيع العقاقير الممنوعة وتنخرط في الجريمة الإلكترونية».

وهذا لا يعني اليأس المطلق رغم أن مكافحة هذه الجرائم أصبحت أكثر صعوبة نظراً لأن مقترفي هذه الجرائم أصبحوا أفضل كفاءة وأكثر تنظيماً ويعتمدون على تقنيات أكثر تطوراً، ولكن على الرغم من ذلك فإنه لا مجال للعودة إلى الوراء، ولابد لمجتمع الأعمال في العالم والشرطة الدولية والحكومات حول العالم أن تعمل بكل جد على تحسين مستوى دفاعاتها الإلكترونية.

الأخطاء البشرية

قال دان لوهرمان إن أغلب الدراسات تُشير أن نحو 60 % من عمليات اختراق البيانات عالمياً يمكن منعها إذا ما أقدم المستخدم النهائي على القيام بشيء ما بشكل مختلف. هذا يعني أن هذه الاختراقات لم تكن لتحدث إذا لم يضغطوا على رابط أو قاموا بتغيير كلمة المرور أو تجنّبوا الدخول إلى موقع الكتروني غير آمن من حاسوب لا تتوفر به الحماية الكاملة.

وأضاف: وفي ضوء التوجّه الثابت على مدى السنوات العشر الماضية، فقد برزت الحاجة إلى تعزيز التدريب لزيادة الوعي لدى المستخدم النهائي، والذي من شأنه تغيير سلوك كل شخص عند استعمال الهاتف الذكي أو الحاسوب الشخصي أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الحاسوب المكتبية.

وبما أنني أشغل منصب كبير الاستراتيجيين في شركة «سيكيورتي منتور»؛ فنحن نستخدم التلعيب والمحتوى التفاعلي وغيرهما من الوسائل الأخرى، لرفع مستوى التدريب الأمني وتغيير ثقافة الأعمال من خلال مساعدة كل موظف على أن يصبح أكثر وعياً بالتهديدات الشبكية، وتقليل المخاطر على الإنترنت.

كما أن ثقافة الوعي الأمني هامة للغاية لدى العائلات في المنزل وكذلك في مواقع التعليم.

حرب دولية

بدأ الطابع العام للجرائم الالكترونية يتجاوز هدف الحصول على المال إلى مهاجمة الدول والأحزاب وأفراد بعينهم في أوقات بالغة الحساسية. وتصاعد ذلك في ضوء اتساع دائرة النزاع الأميركي – الروسي في أوكرانيا والصراع في مناطق أخرى.

ويرى دان أن «هذا التوجّه واقع إلى حد ما، لكنه في الوقت الراهن عند مستويات منخفضة، لكن إلى أي مدى سوف يتصاعد، فذلك مرتبط حتماً بما يحدث في أوكرانيا والنزاعات في تلك المنطقة».

ويضيف أنه لا شك أننا دخلنا إلى ما قد نسميه «الحرب الباردة الإلكترونية» التي تحرص فيها الدول بشكل ثابت على اختبار الدفاعات الشبكية للدول الأخرى والقيام بأفعال من قبيل تعطيل المواقع الإلكترونية أو تخريبها.

وهناك اختلاف حول مقدار الهجمات التي ينفذها أشخاص ينتمون لجهات حكومية رسمية، لكن لدينا العديد من الأخبار الموثقة حول هذا النوع من السلوك. ومن الأمثلة على ذلك ما قامت به مجموعة موالية لروسيا تسمى CyberBerkut والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع مؤخراً على مواقع الكترونية تابعة للحكومة الألمانية في أوائل يناير 2015.

المؤسسات الحكومية

 

وقال دان لوهرمان: المؤسسات الحكومية في الإمارات والخليج لا أشك في قدرتها على التصدي لتلك الهجمات الإلكترونية إذا ما استطاعت العمل بالشراكة مع المجتمع الدولي في القطاعين العام والخاص، فالحلّ يكمن في علاقات التعاون، وألا نبقى في جزر معزولة في الفضاء الإلكتروني.

وأوضح أنه ليس بإمكان حكومة ما بمفردها وقف جميع الهجمات الإلكترونية بشكل كامل. وقد عانت الحكومة الأميركية والعديد من حكومات الولايات والسلطات المحلية كثيراً من اختراقات مُربكة للبيانات، فنحن نواجه هدفاً غير ثابت ولا تستطيع أي حكومة أن تتوقّع أو تضمن بشكل كامل عدم تعرّضها لمثل هذه الاختراقات.

أخطر الدول

يعد الإرهاب الإلكتروني تهديداً خطيراً، واعتبره أوباما تهديداً رئيساً خلال قمة البيت الأبيض للأمن الإلكتروني التي عقدت مؤخراً في ولاية كاليفورنيا. ومن الصعب القول أي الدول هي الأكثر تصديراً للإرهاب الإلكتروني، حيث ان هناك العديد من التعريفات المختلفة للإرهاب الإلكتروني.

إذ يشير مقال نشرته مجلة Wired إلى أننا قد دخلنا إلى مرحلة جديدة تستطيع فيها دول مثل كوريا الشمالية مهاجمة الشركات وتدمير البيانات، ويطلق بعض الناس على هذا «إرهابا إلكترونيا»، في حين يعتبره البعض مجرد شكل آخر من الجرائم الإلكترونية. لكن الواضح هنا أن هذا الإرهاب الإلكتروني من الممكن أن يصدر من أي مكان، وليس هناك بلد في حصانة من التعرّض للمخاطر العابرة للحدود.

المصدر: البيان الامارتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى