اتصالات

“قمة قادة قطاع الاتصالات 2015” تؤكد على الحاجة لإقامة تعاون وثيق بين الحكومة والأطراف المعنية

شارك هذا الموضوع:

هاشتاق عربي

عقدت مؤخراً “قمة قادة قطاع الاتصالات 2015” التي ينظمها مجلس سامينا للاتصالات، تحالف شركات الاتصالات الرائد الذي يغطي ثلاث مناطق من العالم (جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وذلك في دبي بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تأكيداً على الحاجة الماسة لتأسيس قاعدة قوية للتعاون مع الحكومات وقطاع الاتصالات لتلبية الطلب المتزايد على النطاق العريض والاتصال.

 

وقال الشيخ نهيان مخاطباً قادة قطاع الاتصالات الذين حضروا القمة: “يتطلب العمل الناجح تضافر الجهود بين مختلف الأطراف المعنية في مجال شبكات النطاق العريض. وعلاوة على ذلك، فإنكم تعملون تحت ضغط متزايد من الملايين من المستهلكين في منطقة سامينا من الذين يرغبون في أن يكونوا على اتصال بشكل أكثر موثوقية وبسرعة أكبر وتكلفة في متناول الجميع تمتاز بكونها أكثر أمانا. يعول المواطنون من جميع أنحاء العالم على رواد مشاريع الاتصالات لتحقيق النجاح. يهدف مجلس سامينا إلى تكوين صوت موحد بين المشغلين ومقدمي الخدمة بالتعاون مع الإدارات الوطنية لتمكين وتشكيل والتأثير على التغييرات في السياسات والأطر التنظيمية”.

 

كما أضاف الشيخ نهيان: “لطالما سعى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، لتحقيق التعاون المثمر بين الجهات الحكومية ومؤسسات الأعمال وقادة الشركات والناس الذين يعيشون ويعملون في البلاد. لقد رصدنا على مدى ما يزيد عن ثلاثة وأربعين عاماً فرصاً جديدة واكتشفنا أفضل الطرق لوضع أفكارنا الجديدة وترجمتها على أرض الواقع بنجاح. أدركنا أن العمل الناجح يتطلب التوافق والتعاون بين العديد من الأطراف المعنية في بلدنا، لذلك فقد  كان التوصل إلى تفاهم والتعاون عاملان حيويان، وخاصة لأننا دائماً ما نشق طريقنا إلى مستقبل لا يصعب التنبؤ به. غير أن ما يمكن التنبؤ به بشكل معقول حول مستقبلنا، هي الحاجة الماسة إلى أن نكون متصلين داخل البلاد وعلى صعيد منطقتنا وعالمنا ككل. نحن نعتمد عليكم يا قادة قطاع الاتصالات لتحقيق هذه الاتصالات”.

 

وقال بوكار ايه با، الرئيس التنفيذي لـمجلس ساميناللاتصالات: “يمر القطاع بتحولات رئيسية. يوجد حالياً حوالي 3.9 مليار مشترك في خدمة الهاتف الجوال، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول العام 2020 إلى ما يقرب من 5 مليار مشترك، مع معدل 10 أجهزة متصلة ببروتوكولات الإنترنت لكل مشترك، الأمر الذي يؤدي إيجاد ما يقرب من 40 – 50 مليار جهاز متصل بحلول العام 2020. ولذلك فإن المشغلين سيواجهون تحديات هائلة، وعلينا أن نحقق التميز كمعيار في إطار جهودنا الرامية إلى خلق قاعدة قوية للتعاون بين القطاعين العام والخاص”.

 

من جانبه، قال شي ياوهونغ، رئيس شركة هواويفي الشرق الأوسط: “تسهم شبكات اتصالات النطاق العريض في تسريع وتيرة التحول الذي يمر به قطاع الاتصالات في المنطقة حالياً، ونحن نعمل في هواوي على دعم مسيرة التحول وتحقيق رؤيتنا الأشمل التي تتجسد ببناء عالم أكثر تواصلاً. ومن خلال تواجدنا في منطقة الشرق الأوسط على مدى 15 عاماً، ندرك تماماً أن التعاون والتنسيق والشراكات الاستراتيجية بين جميع الأطراف المعنية في هذا القطاع، بالإضافة لإعطاء أولوية كبرى لاحتياجات العملاء من خلال تقديم الابتكارات التقنية الحديثة يعد أمراً بالغ الأهمية لإحراز تقدم على مستوى تطور القطاع. وتمثل قمة قادة قطاع الاتصالات منصة فريدة لنا في شركة هواوي لإظهار امتناننا للثقة التي يوليها شركائنا الإقليميين لنا، والتي تسهم عموماً في دعم نمو الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة الذي تنشده الحكومات في المنطقة. وتعتبر حلولنا المتكاملة عاملاً مؤثراً في مجال ربط الأنظمة والشركات والمدن والمجتمعات من أجل إحداث التحول المطلوب في مختلف الصناعات، ورفع مستوى الكفاءة، وإيجاد تجارب أفضل للجميع، والارتقاء بمعايير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.

 

جمع هذا الملتقى الذي استضافته شركة “هواوي”، الشركة الرائدة عالمياً في مجال توفير حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، للسنة الثانية على التوالي، القادة وواضعي السياسات ومشغلي شبكات الاتصالات وكبرى شركات الإنترنت ومزودي خدمات التكنولوجيا، بما في ذلك الدكتور ناصر معرفيه، رئيس مجلس إدارة مجلس سامينا للاتصالات والرئيس التنفيذي لمجموعة “Ooredoo” قطر و شي ياوهونغ، رئيس شركة “هواوي” في الشرق الأوسط والدكتور خالد بن حسين البياري، الرئيس التفيذي لشركة الاتصالات السعودية والدكتور كمال شحادة، رئيس الشؤون القانونية والتنظيمية لدى مجموعة “اتصالات” الامارات والدكتور سيد إسماعيل شاه، رئيس هيئة الاتصالات الباكستانية وتوني وونغ، رئيس قسم استشارات أعمال خدمات النطاق العريض للإنترنت الثابت لدى هواوي وجان فرانسوا توماس، الرئيس التنفيذي لشركة “أورانج” الأردن والدكتور حمدون توريه، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي للاتصالات وصفدر نذير، نائب الرئيس الإقليمي بقطاع الإنترنت والمدن الذكية لدى هواوي وحكم كنفاني، كبير مستشاري وعضو مجلس إدارة مجموعة الاتصالات التركية وماسيج ويتوكي، رئيس المجلس الإشرافي، “أورانج” بولندا، وايهاب غطاس، نائب رئيس شركة “هواوي” في منطقة الشرق الأوسط.

 

كما شهدت القمة أيضاً ثلاث حلقات نقاش تناول خلالها المتحدثون عدداً من القضايا التي تواجه قطاع الاتصالات اليوم، وذلك تحت شعار “متطلبات التحول بشبكات النطاق العريض: فرص وتحديات التنسيق والشراكة بين الأطراف المعنية بقطاع الاتصالات الابتكار نحو عالم أفضل اتصالاً“.

 

وكجزء من حلقة النقاش الأولى حول موضوع “نشر البنية التحتية ذات النطاق العريض في منطقة سامينا”، سلط المتحدثون الضوء على تحقيق التوازن بين الابتكار والاستثمار والمحتوى، وذلك على خلفية الحاجة المتزايدة للاتصال. كما تم التأكيد على أن 73٪ من السكان في منطقة سامينا يستفيدون من تغطية شبكة الجيل الثالث “3G” في حين أن 65٪ يحصلون على محتوى ذي صلة و 54٪ يستطيعون تحمل تكلفة شبكة النطاق العريض. وتباحث القادة حول حلول للعقبات التي لا تزال تعيق الاتصال ذو النطاق العريض واستخدامه في منطقة سامينا، بالإضافة إلى التركيز على القدرة على تحمل تكلفته كواحد من التحديات الرئيسية. واجمع المشاركون على أن الطلب المتزايد على البيانات جعل الإنترنت وشبكات النطاق العريض حق من حقوق الإنسان، وأن الهواتف المحمولة وحدها لا تستطيع تلبية هذا الطلب، مما يشير إلى حاجة الحكومات وصناع القرار لدعم تطوير البنية التحتية من خلال سياسات مواتية للاستثمار. كان هناك أيضا اتفاق واسع النطاق بأن اللوائح ونماذج الأعمال التي كانت تصلح في القطاع منذ 10 أو 15 عاماً لم تعد فعالة وأن شبكات النطاق العريض هي شرط أساسي لتحقيق المزيد من الاتصال.

 

أما حلقة النقاش الثانية، فقد دارت حول موضوع “الأطراف المعنية وتحقيق التعاون بين أصحاب المصلحة في القطاع في عصر المدن الذكية”، وتهدف إلى استكشاف الوسائل التي تمكن رؤية المدينة الذكية لتمهيد الطريق لإنشاء مجتمعات رقمية أكثر ذكاءً وتحديد أولويات التنمية الرقمية مع الأخذ بعين الاعتبار أمن البيانات والخصوصية والاعتماد المتبادل على التكنولوجيات الناشئة للمدن الذكية. واستهل المتحدثون المناقشة من خلال وضع تعريف للمدينة الذكية كمدينة متصلة، حيث يستطيع المواطنون ممارسة جميع حقوقهم باستخدام التكنولوجيا باعتبارها أداة متكاملة وفعالة. واتفق المشاركون في الاجتماع أن عقد شراكة أكثر قوة والمزيد من الانفتاح مع الأطراف الأخرى يعد أمراً بالغ الأهمية لتوفير الخدمات المناسبة للمواطنين. كما سلطوا الضوء كذلك على أن بعض جوانب الابتكار الرقمي تؤثر سلبا على نوعية التفاعل بين البشر، وأن المدن الذكية تهدف إلى تسهيل زيادة الإنتاجية.

 

أما الجلسة الختامية حول موضوع “تسريع وتيرة تطوير شبكات النطاق العريض لدفع الابتكار الذي يتمحور حول المواطن” فقد ركزت على اعتماد أطر تنظيمية ذكية للمساعدة في سد الفجوة الرقمية وبناء مجتمع رقمي حقيقي واقتصاديات رقمية مستدامة، فضلاً عن الدور القيادي لمشغلي شبكات الاتصالات في تمكين تطوير الحلول والخدمات الرقمية التي تتمحور حول المواطن والاستراتيجيات الكفيلة بتلبية الطلب الحالي والمستقبلي المتزايد على البيانات المتنقلة، وخصوصاً في مجال محتوى الفيديو. كما أجمع جميع المشاركون على أن النظام الإيكولوجي هو أكبر بكثير من المشغلين والمسوقين، وأن على جميع الجهات المعنية التعاون لتحديد وبناء الأنظمة الذكية. كما سلط المتحدثون الضوء على الطبيعة الحرجة للسياسات الملائمة للاستثمار لتطوير قطاع الاتصالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى