مقالات

تزايد دور نظم المعلومات في العمل الخيري في السعوديّة

شارك هذا الموضوع:

عبد الناصر عبد العال*

 

أصبحت الإنترنت روضة أساسيّة من رياض العمل الخيري في المملكة العربية السعوديّة بفضل إندماجها مع الخليوي والطفرة التي أحدثتها الشبكات الاجتماعية. وعلى نحو مستمر، تتزايد نسبة السعوديين المشتركين بالإنترنت، كما يتزايد الاهتمام الحكومي بتنمية مجتمع المعرفة، إضافة إلى العمل الرسمي الدؤوب على تطوير البنية الشبكيّة والجاهزية الإلكترونيّة للمملكة. إذ زادت نسبة السعوديين المشتركين بالإنترنت عن 70 في المئة من السكان، وفقاً لإحصاءات دوليّة متقاطعة.

 

كما تربّع برنامج الحكومة الإلكترونيّة في السعوديّة في المرتبة الثالثة عربيّاً، ما يدل على ضخامة الاستثمارات فيه، والاهتمام الحكومي بتسخير التكنولوجيا الحديثة في التنمية الاقتصادية والاجتماعيّة التي تشمل ضمان راحة مواطنيها والتيسير عليهم وتقليل تكلفة معاملاتهم ومعيشتهم.

 

في السياق، أعطت الإنترنت بُعداً اجتماعيّاً للعمل الخيري في السعوديّة، وقلّلت تكلفة الوصول إلى المتبرّعين، وسهّلت برامج الدعم والمساعدة.

 

أنجزت الطالبة فاطمة محمد النجدي من قسم نُظُم المعلومات بكلية إدارة الأعمال في «جامعة الملك فيصل»، دراسة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات في العمل الخيري في المملكة العربيّة السعوديّة. وأُنجِزَتْ الدراسة في قسم نُظُم المعلومات في الكليّة نفسها.

وعددت الدراسة أمثلة عن مدى اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعيّة بتوظيف التكنولوجيا في تقديم الخدمات الاجتماعيّة، وتسهيل عملية الإشراف على الجمعيّات والمؤسّسات الخيريّة، وتوجيه لجان التنمية الأهليّة الاجتماعيّة والجمعيات التعاونيّة، ومساعدة تلك القطاعات على تفعيل دورها في مواكبة النهضة الحضاريّة والتقنيّة التي تشهدها البلاد. ومثلاً، تبنّت الوزارة مبادرة «الخير الشامل»، فعهدت إلى إحدى شركات التقنيّة بإنشاء نظام حاسوبي متكامل مرتبط ببوابة إلكترونيّة شاملة، بهدف تعزيز فرص التبرّع وأتممتِه.

 

ومن أهداف الموقع الإلكتروني لمبادرة «الخير الشامل» زيادة ثقة المتبرعين بالموقع، وتسهيل التواصل مع المواطنين، وتوثيق مشاريع المبادرة وبرامجها ثم عرضهما على المجتمع بكافة شرائحه تحقيقاً لمبدأي الشفافيّة والمسؤولية الاجتماعية. كما يعرض الموقع مشروعات خيريّة متنوّعة. كما يعرض الموقع معلومات للاتصال بجمعيّات البر كأرقام الهاتف والعناوين الإلكترونيّة لتلك الجمعيّات، إضافة إلى أرقام حسابات التبرّع في البنوك المختلفة. ويعرض الموقع أيضاً روابط توصل المتبرّع إلى وســائط الدفع الإلكتروني المتنوعة المرتبطة بنظام «سداد» SADAD.

 

تجربة «الإحساء»

شرحت الدراسة تجربة «جمعية البر في الإحساء» في استخدام تكنولوجيا المعلومات لتنفيذ مشروعاتها، كـ «الحقيبة المدرسيّة»، و»زكاة التمور»، و»لحوم الأضاحي»، و»كفالة الأيتام» وغيرها، عبر موقع شبكي متطوّر. وبيّنت أن الموقع الشبكي يعطي معلومات تفصيليّة عن فروع الجمعية ومكاتبها المختلفة (23 مكتباً). كما يعرض الموقع روابط للتبرّع الإلكتروني، مع أرقام الحسابات، إضافة إلى نماذج إلكترونيّة تفيد في إرشاد الجمعيّة إلى المحتاجين، إضافة إلى تقارير شهريّة وسنويّة ومجلة «بر الإحساء»، مما يدل على مدى المهنية والدقة والشفافية والتنظيم في ذلك الموقع.

وبلغ عدد متابعي الجمعية على موقع «تويتر» 12400، في ما وصل أصدقاء الجمعية على «فايسبوك» إلى 2840. كما أنشأ محبيّ الجمعية من المتطوعين الإلكترونيّين صفحة لها في موسوعة «ويكيبيديا»، تعرض تاريخها ورؤيتها ورسالتها وإنجازاتها، ما يعطي دليلاً آخر على إمساك رواد العمل الخيري بنواصي التكنولوجيا الحديثة.

وذكرت الدراسة أن مشروع بطاقات الصراف الآلي الذي تبنته الجمعية، يعتبر مشروعاً رائداً في أتمتة عمليّات استلام الإعانات النقدية للمستفيدين، ودمج الفقراء والمستفيدين في منظومة التجارة والمعاملات الإلكترونيّة وغيرها. وقدّمت الجمعيّة قرابة 2800 بطاقة للصرّاف الآلي، بالتعاون مع «مصرف الراجحي».

وكذلك وظفت الجمعية الوسائط المتعدّدة «ميلتي ميديا» في تقديم عدد كبير من الدورات التدريبيّة في الخياطة والطبخ والرسم والنحت وغيرها. وأوضحت أن للجمعية 31 مقطع فيديو على موقع «يوتيوب»، تعرض نشاطاتها المختلفة.

واختتمت الدراسة بنصائح عن معايير الجودة في تصميم المواقع الإلكترونيّة، وطُرُق توظيف نُظُم المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي في العمل الخيري في السعوديّة.

 

 

*خبير مصري في المعلوماتيّة

 

المصدر : صحيفة الحياة اللبنانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى